تاريخ قبيلة الأزد
قبيلة عربية من كبرى قبائل العرب تنتمي إلى نابت ذات تاريخ عريق متجذر في أعماق الزمن. موطنهم الأصلي غرب شبه الجزيرة العربية، وهي من قبائل العرب القحطانية وأكثرها شهرة.
نسب الازد
إنها قبيلة الأزد وتنسب إلى الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان. ورد اسمها في بعض المصادر الأسد بتسكين السين وهي غير قبيلة أسد بفتح السين العدنانية، بطونها كثيرة زادت على ستة وعشرون بطنا كبيرا ينتمي أكثرها إلى مازن وعمر ونصر والهنوا بني الأزد وإلى مازن بن الأزد. تنتمي أشهر تلك القبائل وبطونها منها الأوس والخزرج وبارق وخزاعة و العتيق و جفنا التي ينتسب إليها أمراء الغساسنة وكعب وشقران وزمان. ومن بطون نصر بن الأزد زهران وأسلم وقرن وغامد وأحجم. ومن زهران قبيلة دوس ابن عثان ونصر بن زهران ومن احجم قبيلة لهب المشهورة بالعيافة. ومن قبائل الازد الأخرى عك بن عدنان ابن عبد الله بن الأسد قسمهم بعض المؤرخين من حيث المساكن إلى أربعة أقسام وهم أزد شموخه وأزد الصرة وأزد غسان وأزد عمان
تاريخ الازد و اين سكنوا؟
أنشأ الأزد عدة ممالك عربية وكان لهم دور مفصلي في التاريخ الإسلامي وفي الكثير من الإمبراطوريات العظمية في العصور القديمة. عاصرت قبيلة الأزد موسى عليه السلام في الفترة ما بين ألف وخمسمائة إلى ألف وثلاثمائة قبل الميلاد. كانت مواطن الازل الأولى بلاد اليمن جنوبي بلاد العرب، وبعد خراب سد مأرب سنة خمسمائة وثلاثة وأربعين للميلاد أو قبيل خرابه نزحت قبائل الأزد من مواطنها في اليمن وتفرقت في مواطن أخرى، فنزل بن نصر بن الأزد بلاد السراة وعمان فسمي ما نزل منهم بجبال السراة. ازد السراة وسمي من نزل بعمان. ازد عمان ونزلت طائفة من قبائل الأزد تنحدر من مازن بن الأزد ما ان يعرفوا لغسان فنسبوا إليه منهم الأوس والخزرج الذين نزلوا يثرب وخزاعة التي نزلت مكة وما حولها، وأهل جفنا الذين نزلوا بلاد الشام وأسسوا إمارة الغساسنة، ويقال إن طائفة من الأزد بقيت بموضع شنوءة فعرفوا بأزد شنوءة.
المعتقدات
قبل الاسلام
كان الأزد في الجاهلية وثنيين ولهم أكثر من صنم، فمن آلهتهم منات وهي صنم على ساحل البحر ناحية المشلل بقديد بين المدينة ومكة، فكانوا يعظمونه ويذبحون له ويهدون له، ولم تكن منات للأزد وحدهم، وكان الأوس والخزرج يحلقون رؤوسهم عنده بعد النفير من الحج و دوا الخلصة، وكان صنمه مروة بيضاء منقوشة عليها كهيئة التاج، وموضعه تبالة في اليمن، وكانت خثعم وبجيلة وأزد السراة تعظمه وتهدي له، ومنها كذلك باجر الذي كان الأزد يعظمونه ومن جاورهم من طيء وقضاعة وعائم، وهو صنم لأزد السراة.
بعد البعثة النبوية
بقي الأزد على ديانتهم الوثنية زمنا بعد ظهور الإسلام. وقدم وفد منهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في عام الوفود سنة تسعة للهجرة ستمائة وواحد وثلاثين للميلاد برئاسة صرد ابن عبد الله في بضعة نفر فأسلم. واعجب الرسول بما رآه من سمتهم وزيرهم، وطلب منهم دعوة من يجاورهم من قبائل اليمن إلى الإسلام، فدعوا أهل جرش إليه حتى دانوا به، وكذلك وفد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وفد من أزد عمان يرأسه أزد ابن يبرح فبايعوه وأرسل معهم من يعلمهم القرآن والأحكام، وقدم عليه وفد آخر برئاسة سلمة ابن عياد الأزدي، فطلب منه الرسول الكريم دعوة بقية رؤساء الأزد إلى الإسلام، وكتب إليهم كتبا على يد أبي بن كعب، ومنها كتاب إلى جيفر وعباد ابني الجلندي اللذين كانا بصحار فأسلما ودعوا العرب هناك إلى الإسلام، وكتاب إلى خالد ابن ضماد الأزدي جعل له الرسول الكريم فيه ما أسلم عليه من أرضه، وكتب مثل ذلك لجنادة الأزدي وقومه، وكتب إلى ظبيان عمير بن الحارث الأزدي من غامد، وكتب لي بارق من الأزد كتابا نظم فيه حقوقهم وأشهد عليه الشهود. بعد وفاة الرسول ارتد الأزد بعمان، وعلى رأسهم التاج لقيط بن مالك الأزدي، وادعى مثلما ادعى به غيره من المتنبئين، وغلب على عمان، والجأ من بقي على إسلامه وعلى رأسهم جيفر وعباد إلى الجبال والبحر، فأرسل جيفرى إلى الخليفة أبي بكر الصديق يعلمه بذلك، فأرسل لهم أبو بكر حذيفة بن محصن الغلفاني الحميري. وعرفجة البارقي من الأزد، فخرج متساندين وأمرهما أن يبتدئا بعمان على أن يكاتبا جيفرى وعباد ويعملا برأيهما، ولحق بهما عكرمة بن أبي جهل ليساندهما عسكر لقيط بدبا إثر سماعه بمسير الجيش إليه، وعسكرت جيوش المسلمين وعليها جيفر وعباد بصحار. ولحق بهما حذيفة وعرفجة وعكرمة، وجرى قتال في دبا كاد ينتهي لصالح لقيط لولا وصول مدد إلى المسلمين من بني ناجية وعبد القيس، فكانت الغلبة للمسلمين وولا المرتدون الأدبار، وبقي حذيفة بعمان حتى يبطئ الأمور ويسكن الناس، ثم ما لبث المرتدون ان فاؤوا إلى الإسلام، وتجمع قوم من الأزد مع بجيلة، وخفعم بشنوءة من أرض اليمن بقيادة حميضة بن اليمان، وقد ارتدوا عن الإسلام، فبعث إليهم عامل الطائف بعثا، التقى بهم في شنوءة، فشتت جموعهم وفرقهم عن حميضة، وأعادهم إلى الإسلام. كذلك شارك الأزد في الفتوحات منذ خلافة أبي بكر، وكانوا وفق ما ذكره ابن عساكر وابن حبيش ثلث الناس واستحر القتل فيهم فاصيبوا بما لم يقتل مثلهم من القبائل. وفي خلافة عمر بن الخطاب كان في عداد جيش سعد بن أبي وقاص حين توجه إلى العراق عدد منهم، وقطن قسم من أزد السراة في عهد الكوفة والبصرة، وكان بعضهم قد نزل البصرة منذ ان مصرت، ولحق بهم آخرون في نهاية خلافة معاوية بن أبي سفيان، حتى أصبح الأزد يؤلفون في العصر الأموي أحد أخماس البصرة، كما استوطن قسما منهم خراسان بتدبير من زياد بن أبيه. وقد قاتلت الأزد حتى لواء عائشة أم المؤمنين في معركة الجمل سنة ستة وثلاثين للهجرة ستمائة وستة وخمسين للميلاد، وقتل منهم يومئذ زهاء ألفين، كما شاركوا مشاركة فعالة في أحداث العصر الأموي السياسية والعسكرية.
الثقافة و العلوم
تميزت لغة الازد العربية بإبدال التنوين في الوقف بحرف مد من جنس حركة آخر الكلمة فيقولون جاء خالد ومررت بخالد. كما كان للأزد دور كبير في الثقافة العربية في الجاهلية وفي الإسلام. فمن شعراء الأزد في العصر الجاهلي الشنفرى وكان من الصعاليك. ومن شعرائهم في العصر الإسلامي حسان بن ثابت الخزرجي وقيس بن الخطيم الأوسي وكثير بن عبدالرحمن الخزاعي والأحوص بن محمد الأوسي وكعب الأشقري. وفي مجال الطب ظهر في الازد عدد من الأطباء ولا سيما من أزد شنوءة وعلى رأس هؤلاء ضماد الثعلبة الأزدي الذي عاصر الرسول صلى الله عليه وسلم. كما برز منهم عدد من العلماء والمحدثين من أشهرهم أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجرير بن حازم المحدث، وأبو روق المفسر وهو عطية بن الحارث بن عبد الرحمن، وسفيان ابن أبي ليلى. وبرز من الازد كثير من القادة وفيهم سفيان بن عوف الأزدي القائد وهو الصحابي الذي كان من ولاة الصوائف والشواني المشهورين، وصبرة بن شيبان رأس الأزد يوم الجمل، وقد قتل يومئذ ومسعود بن عمرو العتكي سيد أهل البصرة وأخوه زياد، إلا أن أشهر قادتهم كان المهلب بن أبي صفرة وابنه زياد ابن المهلب وآل المهلب هم من أزد عمان. وقد دخل الكثير من الأزد في مذهب الخوارج فكان منهم عبد الله بن وهب راسمي الأزدي.
تعليقات
إرسال تعليق